اسأل: ما حملك على هذا ؟!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اسأل: ما حملك على هذا ؟!
اسأل: ما حملك على هذا ؟!
حدثني أحد الأخوة أنه وقف مرة عند إشارة المرور، قال: فسمعت صوت غناء بصوت عالٍ جداً حتى أزعجني وأزعج الناس الذين حوله، فالتفت يميناً ويساراً أبحث عن مصدره، فإذا بسيارة بجانبي قد فتح صاحبها جميع نوافذها، وشغل المسجل على صوت عالٍ يصدح بالغناء.. وإذا بأصحاب السيارات الذين من حوله كلهم يلتفتون إليه ويتعجبون من رفعه الغناء لهذا الحد.
قال: فضربت على منبه السيارة مراراً لأجل أن يلتفت إلي، ولأجل أن أنبهه إلى أن يخفض من صوت هذا المسجل، أو أن يطفئه، أو يشغل ما هو خير منه.. القرآن ..لكن الرجل لم يلتفت إلي قط مع كشرة تنبيهي له بسيارتي..
فتقدمت بالسيارة قليلاً من أجل أن أشير له بيدي، فلما التفت إليه أنظر، فإذا هو شاب قد أسدل غترته على يمينه ويساره، وإذا له لحية كثة تصل إلى صدره.. قال: فتعجبت.. شاب بهذه الصورة، ورجل قد أعفى لحيته، ومع ذلك حتى لو أراد أن يسمع كيف أن يسمع بهذه الصورة التي تدل على الجرأة الشديدة وعلى عدم التفاته إلى الناس أبداً.. فال: فضربت منبه السيارة عدة مرات، فلم يلتفت إلي أيضاً حتى أضاءت الإشارة الخضراء.. فمضى ومشيت وراءه..
قال: جعلت أحاول أن أوقفه لأجل أن أناصحه، وأن أذكره بالله، وأن أنبهه إلى أن هذا أصلاً هو حرام، وفعلك له أمام الناس بكل هذه الجرأةيزيده حرمة،لأنه نوع من المجاهرة، لكن الرجل لم يلتفت إلي قط.. حتى وقف بسيارته عند بقالة.
فأوقفت سيارتي وراءه، ونزل الرجل يمشي إلى البقالة، فإذا ثوبه قصير فوق الكعبين.. الرجل ليس مسبلاً.. فتعجبت! فدخل البقالة، فقلت في نفسي: سيخرج الآن معه علبة دخان! قال: فلما خرج فإذا في يديه مجلة إسلامية، قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله.. كيف يكون حاله كذلك..
قال : فأقبل إلى سيارته ثم شغلها، واشتغلت الموسيقى مباشرة.. فقلت: والله ما على هذا صبر.. نزلت من سيارتي واقبلت إليه وجعلت أنصح به فلم يلتفتإلي.. فتمسكت بباب السيارة قبل أن يقفله، ثم قلت يا أخي ما تتقي الله؟ ما تخاف الله؟ تشغل هذه الموسيقى طوال هذه المسافة؟ وتشغلها الآن بصوت عالٍ.. يا أخي إن كنت تريد أن تسمع المعازف اسمعها وحدك، أيجب أن تسمع الناس معك؟ ما تتقي الله؟ ما تخاف الله؟
يقول : والرجل ينظر إلي ويتعجب من صراخي، ثم يخفض رأسه ويرفعه وهو ينظر إلي.. قال : فلما رآني أحددت في الصراخ عليه جعل يشير إلي بأصابعه على أذنيه وعلى لسانه ويشير بيديه أن ((لا.. لا)) .. ففهمت أن الرجل لا يسمع ولا يتكلم.. أصم .. وأبكم. قال : فكدت أن أبكي، وخفضت رأسي، وأدلت يدي برفق إلى سيارته وأقفلت هذا المسجل.
قال: فجعل الرجل يشير بيديه ((ماذا تريد؟ لماذا أنت غضبان؟)) ثم تحسس دفتراً بجانبه وقلم وأعطاني الورقة والقلم ، وجعل يشير بيده _ يعني يقول لي _: اكتب ما تريد.. فكتبت له : أنت يا أخي الكريم قد شغلت الموسيقىبصوت عال جداً جداً جداً جدً.. وكنت قبل قليل عند الإشارة والسيارات التي حولك تتلفت عليك، مما جعلني أتبعك حتى أنصحك فيما تفعل..
قال : فلما أخذ الورقة وقرأها، خفض رأسه قليلاً ثم جعل يهز نفسه، يعني كهيئة الحزين، ثم كتب أسفل كلامي: جزاك الله خيراً على نصيحتك .. لكن إعلم يا أخي أني رجل أصم أبكم، لا أسمع ولا أتكلم، وهذه سيارة أخي، ووالله العظيم أني لم أعلم أصلاً بأن الموسيقى تعمل، إلا ما نبهتني أنت على ذلك فجزاك الله خيراً.
انظر _سبحان الله_ إلى حال هذا الرجل.. أخذ الله سمعه فجعله أصم وأبكم، ومع ذلك هو حريص على الطاعات.. ومن يدري؟ من يدري.. ربما لو أن الله تعالى أعطاه السمع والكلام لكانت هي سبب هلاكه يوم القيامة، فكم من رجل تردى في النار بسبب كلمة من لسانه..
في ((الصحيحين)) قال _صلى الله عليه وسلم_ : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين له ما فيها..)).
م ن ق و ل من كتاب ( الجامع الوافي من روائع االعريفي ) .. تأليف فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي
جمع وترتيب أبو سيف عبدالرحمن بن محمد كمال
محب أبو راشد- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 30/01/2010
عدد المساهمات : 26
رد: اسأل: ما حملك على هذا ؟!
وين الردود ؟؟!!؟؟!!؟؟
محب أبو راشد- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 30/01/2010
عدد المساهمات : 26
رد: اسأل: ما حملك على هذا ؟!
مادري والله
حتى انا لاحظت ان مافي ردود ؟؟!؟؟!؟؟
تتوقع ليش مافي ردود ؟
هههههههههه
جزاك الله خير وبارك فيك ونفع بك
حتى انا لاحظت ان مافي ردود ؟؟!؟؟!؟؟
تتوقع ليش مافي ردود ؟
هههههههههه
جزاك الله خير وبارك فيك ونفع بك
حامي الديار- المشرف العام للمنتدى
- تاريخ التسجيل : 19/01/2010
عدد المساهمات : 41
رد: اسأل: ما حملك على هذا ؟!
قصة رائعة.. المفروض الواحد ما يستعجل في الحكم على الآخرين
K.L.D- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 29/03/2010
عدد المساهمات : 21
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى